تنبيه هام : لا مانع لدينا من نقل اي من مواد هذا الموقع لعرضه في مواقع اخرى , على ان يتم ذكر هذه المدونه ورابطها كمصدر للنقل 

الخميس، 20 مايو 2010

كاميرات المنازل تكشف جرائم الخدم

انتشرت الكاميرات في الآونة الاخيرة في كل مكان، بل وصلت إلى البيوت. فربة البيت ترى أنها ضرورية لحماية المنزل ومن فيه، خاصة الأطفال.. لكن ما ايجابيات هذه الظاهرة الجديدة وما سلبياتها؟


ثائرة محمد

كاميرا هنا واخرى هناك، ابتداء من الشوارع والمدارس والهيئات والمكاتب والمولات والمحلات، بل حتى في مرايا السيارات، وأخيرا كاميرات في البيوت والصالات والمطابخ وغرف الخدم والممرات.. ولنقف عند الكاميرات الأخيرة هذه، وهي كاميرات البيوت، لنرَ ماذا ترصد من مشاهد.

المشهد الاول: طفل رضيع تركته أمه بيد الخادمة وذهبت الى عملها. وعندما عادت وجدته يبكي بشدة، فأخذته إلى المستشفى، وهناك شخص الطبيب حالته وقال لها أن مواد حارقة دخلت معدته. وفور رجوعها إلى البيت فتحت الأم الكاميرات الخفية، فرأت الخادمة تخلط مادة «الكلوركس» مع الحليب، وتسقيه للصغير الذي لم يستطع ان يعبر عن ألمه سوى بالبكاء الشديد.. وقد نشرت معظم الصحف هذا الخبر.

وكاميرا اخرى وضعت عند جهاز السبيكر أمام المنزل، فكشفت فيما بعد أن الخدم وكانوا يسربون إلى عمال النظافة اكياس القمامة المملوءة بالمواد التموينية، بل حتى المواعين، وغيرها من السرقات.

وتضيء الكاميرا من جديد لترصد خيانة الخادمة مع السائق ودخول عمال من جنسيتها نفسها الى غرفتها.. ويتوالى الرصد والقصص لا تنتهي الا ان تحقيقنا يلقي نقطة ضوء وفلاشا على اسباب انتشار الكاميرات في البيوت، ومواقع تلك الكاميرات، وماذا ترصد من أحداث، ولماذا اصبحت بتلك الاهمية؟.. ولنتابع ماذا قالت النساء عن الكاميرات.

ما زلت اذكر تلك القصة التي نشرتها الصحف، وكنت ذكرتها في تحقيق سابق عن طفل رضيع اكتشف والداه أنه يعاني من مرض «السيلان»، فانهارا تماما عند سماعهما للخبر.

بعدها وضع الأب كاميرات هنا وهناك لمراقبة طفله، وسرعان ما اكتشف أن خادمته تتحرش جنسيا بالطفل الرضيع. أمام هذا المشهد جن جنونه وفقد السيطرة على اعصابه وانهال بالضرب الجنوني على تلك الخادمة جراء فعلتها الشنعاء في ذلك الطفل البريء الذي اصبح مهددا بالموت.

ربما هذا المشهد جعلني من المؤيدين لفكرة وجود الكاميرات المنزلية، لكن ضمن حدود، فإن تعدت مجرد الرقابة على الخدم، قد تصبح سلاحا ذا حدين.. كذلك نؤيدها تماما اذا كانت بالاتفاق بين الزوجين، وليست بهدف رصد أحدهما للآخر حفاظا على أمن الأسرة واستقرارها.

كاميرات المراقبة المنزلية ايضا ليست كاميرات تجسس بالمطلق، لكنها تبقى ضمن ضوابط وشروط، أهمها لمن لديهم اطفال صغار لا يجيدون التعبير عما يعانون من ظلم بعض الخدم، لعل هذه الكاميرا او تلك تكشف السلوكيات التي يتعرض لها الاطفال من بعض الخدم المرضى النفسيين ان صح التعبير.. ولنتابع المزيد.

العين الأمينة

المحامية وسمية الريس رصدت لها الكاميرات المنزلية كيف انهالت الخادمة ضربا بالعصا على القطة، وعندما اكتشفت ذلك قررت على الفور اعادة الخادمة الجديدة الى المكتب، من منطلق أنه من ليس في قلبه رحمة بالحيوان لن تكون فيه رحمة بالصغار. تقول:

ــــ الكاميرا اليوم ضرورة في كل مكان، ففي مكتبي اضع الكاميرات وفي البيت ايضا. وهذه الكاميرات كشفت لي الكثير من الحقائق، فاثناء غيابي عن البيت في العمل تكون الكاميرا العين الأمينة على بيتي، فاتفقد حاله عند عودتي، وما الذي يحدث فيه اثناء غيابي.. فهل الخادمة شخص أمين ام لا؟ وهل تتصرف بشكل غير طبيعي؟

هذه التكنولوجيا الحديثة جاءت لنستغلها بشكل صحيح للحماية والأمان. اليوم الكاميرات تطالعنا في كل مكان، البنوك والشوارع والمجمعات، وذلك لسرعة رصد اي جريمة وكشف هوية مرتكبها.

إجراء وقائي

• بالعودة الى كاميرا المنزل، ماذا ترصد تلك الكاميرات؟

ــــ انها ترصد كثيرا من الاشياء.. ترصد سوء تعامل الخادمة مع الابناء، وتعاملها مع من يدخل الى البيت اثناء خروج سيدة المنزل.. ترصد السرقات والتهريب، والاشخاص الذين يدخلون ويخرجون من جنسية الخادمة وما يفعلونه.. ترصد باختصار كل ما يمكن ان يفعله الخدم في غياب اصحاب البيت.

• لكن هل هي اجراء وقائي احترازي، بمعنى هل تبلغين الخادمة بوجود كاميرات لتهاب، ام أن الخادمة لا تعلم بها؟

ــــ نحن لا يهمنا ان نمسك على الخادمة «ممسكا»، ونستخدم الكاميرا لمجرد رقابة البيت اثناء غياب افراده للأمان فقط. لهذا، أنا حريصة على ابلاغ الخادمة بمجرد وصولها عن وجود كاميرا تراقبها، حتى تكون رادعة لها قبل ان ترتكب اي جريمة. فالكاميرا بالنسبة لي اجراء وقائي حتى امنعها من اي تصرف خاطئ اثناء غيابي، لانها تعرف انها مراقبة. واي خطأ ترتكبه فان الكاميرا دليل ثابت عليه.

لهذا أجد الكاميرا اسلوبا رادعا للخدم يمنعهم من ارتكاب الاخطاء بشرط ابلاغهم بذلك، لان ما يهمنا ان تسير الامور على خير ما يرام لمنع وقوع اي جريمة مهما صغرت او عظمت.

كاميرات مخفية

• الكاميرات هل هي مخفية ام ان أماكنها معروفة؟

ــــ الكاميرات مخفية لكن الخادمة تعرف بانها مراقبة. واليوم اصبحت الكاميرات ظاهرة منتشرة في البيوت، خاصة على اسوارها لمراقبة الوضع بالنسبة حتى لبعض عمال التنظيف ايضا الذين يحثون الخدم على الهروب. وتبقى كما قلت اجراء امنيا لمعرفة من يدخل البيت او من يقف خلف اسواره.

الكاميرات أصبحت توضع الآن حتى في مرآة السيارة التي تنقل الابناء الى مدارسهم لمراقبة السائق واخلاقياته وامانته في التعامل مع الابناء. وقد تطورت حتى أصبحت بحجم الزر ولونها اسود حتى لا تبدو واضحة لأحد مثل «البرغي،» تصور المكان كله من دون ان ينتبه لها احد وتوضع كازرار الكهرباء.

• اذن كيف فعلت الخادمة التي ضربت القطة فعلتها، طالما انها تعرف انها مراقبة؟

ــــ يبدو انها لم تكن مصدقة للأمر، كذلك هي تعرف انها مراقبة كما ذكرت، لكنها لا تعرف اين توضع الكاميرات لانها أصبحت متطورة بشكل كبير، ولم تعد تلك الكاميرات الكبيرة التي يمكن رؤيتها عن بعد.

• هل هذه الكاميرات ذات التقينة العالية غالية الثمن؟

- لا اليوم تعد اسعارها رخيصة ولا تقارن بما كانت عليه في الماضي، والغالبية العظمى لديهم مثل هذه الكاميرات ذات الكفاءة العالية. ويتراوح سعرها من 50 الى 70 دينارا حسب جودتها.

أؤيدها بشدة ولكن...

ابتسام المصري، المديرة المساعدة في احدى المدارس الحكومية والناشطة السياسية ايضا، تؤيد بشدة وجود الكاميرات التي انتشرت في كل مكان، وامتدت الى المدارس والفصول واماكن التربية حتى وصلت الى البيوت. تقول:

ــــ الكاميرات تكشف كثيرا من السلبيات بالنسبة للخدم والسائقين وحتى عمال النظافة الذين يمرون في الشوارع، خصوصا في فترة الصباح الباكر والناس نيام. وهي توضع اليوم لحماية البيوت من مخاطر الغرباء من العمال الذين جاءوا بعادات وتقاليد وديانات مختلفة.. فلماذا لا نحمي بيوتنا وفيها فلذات اكبادنا، خصوصا بعد مقتل اكثر من فتاة على يد الخادمات، وجرائم اخلاقية كثيرة وسرقات وهروب وغيرها.

رصد حركة البيت

وتستطرد المصري:

ــــ لكن الاهم من ذلك المعالجة السريعة لأي سلوك مريب، والا ما فائدة الكاميرا اذا كنت سأنتظر وقوع التحرش الجنسي من الخادمة، ثم أقوم بتسفيرها بعد أن «طنشت» عن معالجة اي فعل خاطئ، وانتظرتها حتى ترتكب الاعظم منه لاعاقبها. كذلك هناك خدمات «سيرفس» وعمال صيانة وتكييف وغيرهم، يدخلون الى البيت اثناء غياب أصحاب البيت ولا بد ان يعرفوا ماذا يفعل هؤلاء به.

الكاميرات ضرورة، والا لما وضعت اليوم في وزارة التربية لحماية الابناء في المدارس، كذلك من المهم جدا ان نضع الكاميرا عند سور الباب من الخارج.

• وما فائدتها على سور البيت؟

ــــ ترصد كثيرا من الأمور.. كيسا يخرج للعامل في الخارج مملوء بالمواد التموينية مثل الدجاج والسكر وغيرها، وقد ترصد علاقات بين العمال والخدم والسرقات وأمورا أخرى.

ولكن...

وتضيف المصري قائلة:

ــــ حماية البيت ومراقبته امر ضروري للشعور بان بيوتنا في ايد امينة، لكن علينا ان نعرف ايضا ان صاحبة البيت قد تكون السبب في تصرف الخدم بالسلب او الايجاب. فعلينا ان نعاملهم اولا بالحسنى ونخاف الله فيهم، واستثني فقط بعض حالات الخدم الذين يعانون خللا عقليا ويحتاجون الى الطب النفسي، خصوصا الذين يقدمون على القتل.

لكن علينا في جميع الحالات ان نعاملهم كمعاملة رسولنا الكريم لخادمه أنس، وان نمنح الخدم يوما في الاسبوع يرتاحون فيه من عناء العمل، اي لا نشد ولا نرخي، وان نشعرهم باننا اسرة وانهم جزء منا، فعندما نخاف الله فيهم سيحبوننا.

واذا ما لاحظت ربة البيت بعض التصرفات السلبية من خادمتها تستطيع ان تعيدها الى المكتب، قبل ان تصل علاقتها بها الى حالة صعبة، تجعلها تندب حظها فيما بعد.

عودة خالتي قماشة

تذكرنا الزميلة والناشطة السياسية فاطمة النهام بمسلسل «خالتي قماشة» التي جسدت شخصيتها الفنانة حياة الفهد، التي كانت تراقب ابناءها في المسلسل، إلا ان هذه الكاميرات أصبحت مع تطور العصر أقل كلفة وأعلى تقنية لأنها صغيرة الحجم ويمكن للشخص العادي وضعها في اي مكان.

وتفضل النهام وضع الكاميرات قبل الاتيان بالخادمة، حتى تخضع للتجربة قبل ان تقوم باي اعمال منافية للاخلاق لاحقا، فتكتشف نفسيتها وتصرفاتها، خصوصا تجاه الأطفال الصغار الذين لا يعرفون التعبير. كذلك لنقل ما يحدث في البيت عند غياب اصحابه بعد ازدياد نسبة جرائم الخدم، خصوصا الجرائم الجنسية والاخلاقية، ولهذا وضع الكاميرا قبل وصول الخادمة يحمي البيت، ويساعد أصحابه على تدارك اي طارئ او كارثة.

غرفة نومها

وتكمل النهام:

ــــ افضل وضع الكاميرات في البداية في غرفة نوم الخادمة من دون ان تعلم لفترة وجيزة للتحقق من اخلاقياتها، ثم أرفعها بعد ذلك، لان الكثيرات من الخدم يأتين من بلادهن وهن يمارسن السحر والشعوذة وهذا لا يتم الا في غرف النوم.

كذلك قد يدخلن اثناء غياب اهل البيت العامل او اصحابهن من جنسيتهن نفسها، فتجري في غرفهن كثير من الجرائم الاخلاقية، وقد تلصق الواحدة منهن التهم جزافا برب الاسرة، وتورطه ربما بحملها من احدهم.

واذا لم تستطع سيدة المنزل ان ترى من هذه الخادمة ما يمس الاخلاق في غيابها، فهي تستطيع على الاقل ان تلاحظ سلوكياتها حتى تستطيع تعديلها بدون صراخ او ضرب او شتائم، حتى تندمج بسرعة مع اهل البيت من خلال الحوار لتصحيح بعض السلبيات الموجودة.

موافقة الزوجين

واكدت النهام ان موافقة كلا الزوجين على وضع الكاميرات امر مهم قائلة:

ــــ لا بد ان توضع الكاميرات بموافقة الطرفين حتى لا تتحول الى اداة تدمير وهدم للأسرة اذا استغلت في أمور شديدة الخصوصية، وأيضا حتى لا تساهم في زيادة المشاكل الاسرية اذا ما استخدمها أحد الأطراف لمراقبة تصرفات الطرف الآخر.

وتشير النهام الى اهمية وضع الكاميرات في زوايا محددة من المنزل لمراقبة الخادمة، لتكون عينها الساهرة في غيابها، خصوصا لمن لديهن اطفال صغار. فالسرقات قد تحدث في جميع البيوت وهذا امر معتاد عليه، لكن حماية اولادنا هي الاهم والاولى.



غير مخالفة للقانون

سألنا المحامية وسمية الريس حول المساءلة القانونية عند استخدام تلك الكاميرا، واذا ما كانت هي نوع من انواع التجسس؟

فقالت:

ــــ استخدام الكاميرات لا يمنعه القانون ولا يعتبر تجسسا على الغير، بل العكس هو نوع من اجراءات الاحتياط للأمن والامان، ولرصد الحركات الغريبة ليأخذ الشخص حذره ويحصن نفسه من المخاطر، لانها تحميه قبل وقوع الخطر، وترصد سلوكيات الخدم واخلاقياتهم فاتمكن من الاستغناء عنهم ان لاحظت تصرفات مريبة لهم اثناء غيابي، كذلك هي تجعلهم لا يتجرأون على فعل اي شي سلبي.

الطب النفسي

بعض الخادمات يعاقبن صاحبة البيت بأطفالها

تعلق الدكتورة بثينة مقهوي من الطب النفسي على اهمية وجود الكاميرات في المنازل قائلة:

ــــ وجود الكاميرا في المنازل يتوقف على مدى اقتناع سيدة البيت بذلك، فاذا احست بان الكاميرا ستجعلها تكتشف بعض الامور عن خدمها اثناء غيابها، وانه قد يلحق بها ضرر ان لم تفعل ذلك، فعليها وضعها.

اما اذا كانت الخادمة امينة على البيت وتثق بها صاحبته، فلا داعي للكاميرا فالامر يتوقف حسب الحاجة.

وعلينا ان نعرف ان هناك فرقا بين الخدم قديما وحديثا، فالخدم قديما كانوا يحافظون على البيت والاولاد اكثر من اصحابه، اما اليوم فاختلفت نوعية الخدم وتنوعت جنسياتهم وتعددت ثقافتهم واديانهم. فبعد ان كانوا من جنسية واحدة او اثنتين، أصبحوا يأتون اليوم من بلاد واماكن مختلفة، ولم يعودوا مدربين على الخدمة والامانة والنظافة وحسن التعامل، نتيجة ضعف اهتمام مكاتب الخدم بتدريبهم بعد ان اصبحت مكاتب الخدم في معظمها تجارية الهدف.

• متى تصبح الكاميرا ضرورة؟

ــــ عندما لا ترتاح الام لترك ابنائها مع الخادمة عند خروجها إلى العمل، وتخاف منها عليهم، حيث اصبح من الصعب السيطرة على الخادمة التي باتت «تسرح وتمرح» في بيت كبير وبه عماله ايضا. فاذا شعرت صاحبة البيت بان احساسها بالامان سيكون افضل بوجود كاميرا تجعلها تراقب الوضع اثناء غيابها، فلتفعل لأن كثيرا من الخادمات للأسف يعاقبن سيدة البيت باطفالهن. فهناك اعتداءات جنسية وعدوانية على الاطفال من قبل الخدم، وقد كشفت الكاميرا احد اشكال تعذيب طفل وضعته والدته مع الخادمة فقامت بحرقه وتشويهه من الفخذ باعقاب السجائر.

فقد كان الطفل مصابا بالتبول اللاارادي اثناء نومه، وكانت الخادمة هي المسؤولة عن تنظيفه. وعندما فشلت في منعه من التبول، قامت بحرقه. لهذا تعد الكاميرات في الوقت الحالي وسيلة للامان والحماية من مشاكل كثيرة ناتجة عن الخدم الذين اصبحوا يغيرون البيوت كما يغيرون ملابسهم.

كاميرات مراقبة للأولاد

لكن لا تنصح مقهوي بوضع كاميرات في غرف الاولاد، لانها تشعرهم بانتهاك خصوصيتهم وبالذل والاهانة، وكذلك هي ضد حقوق الانسان.

فالمراقبة تكون مباشرة بالتوعية والصراحة والخلق، بحيث تتكون لدى الابن مراقبة ذاتية لنفسه ليميز بين الصواب والخطأ.

وتكمل: انا أؤيد فتح حضانات تابعة للمؤسسات والوزارات التي تعمل بها الام ليحظى الاطفال بالرعاية والاهتمام، فهذا افضل بكثير من ترك المهمة للخدم بمفردهم، خصوصا بعد كثرة تعدد جنسيات الخدم والعمالة الهامشية.
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Website counter