طفلة تصاب بمرض نفسي بعد أن وقعت في حب سائق لمدة 5سنوات
ثقافة الستر تخفي الحديث عن ارتفاع حالات تحرش السائقين بالأطفال
تخضع فتاة سعودية عمرها 15عاما للعلاج في مجمع الرياض الطبي منذ 7 شهور، بعد أن وقعت في حب سائق العائلة الذي ينتمي لإحدىالجنسيات الآسيوية منذ سن العاشرة، وساهم سفر السائق المفاجئ في اكتشاف المشكلة، بعد أن حاولت الفتاة اللحاق به. وكشفت التفاصيل التي حصلت عليها الوطن أن الفتاة م .ع اعتادت على وجود السائق الأجنبي وتحرشه العاطفي أو الجنسي بها لمدة تزيد عن 5سنوات، وفي فترة لم تكن تستوعب فيها ما يجري. وقالت الفتاة في تقريرها الطبي في إحدى الجلسات التي خضعت لها برغبة من والديها إنها تحب السائق، وتريده أكثر من أهلها، الأمر الذي جعل والدها يحرمها من الدراسة، ويحبسها في غرفتها، ولا يسمح لهاب الخروج منها، وأضافت أن السائق كان يذهب بها بعد خروجها من المدرسة إلى البقالة،ويشتري لها الحلوى، وتابعت " كان متميزا في عطائه لي، ويحبني أكثر من أهلي". فيما تؤكد الاختصاصية النفسية والمشرفة على علاج الفتاة هدى المنيع أن علاج الفتاة استغرق أكثر من 7 شهور، إلا أنها تشعر بنوبات من الإحباط والحزن، خاصة وأنها تتذكر أنها سمحت له بالتحرش بها لمدة تزيد عن 3 سنوات، مما يجعلها تشعر بالتأنيب الذاتي والشعور بالذنب، بعد إقرارها أنه لا توجد مشاعر سوية بينها وبين السائق. وأرجعت الاختصاصية أهم الأسباب إلى تسيب الأسرة أولا في المراقبة، وصغر سن الفتاة ثانيا، وطول المدة وهي خمس سنوات ساعد على عمق اعتقادها بمشاعر اتجاه شخص من جنس آخر أبدى لها مشاعر الحب والاهتمام لأغراضه الخبيثة. وفتحت هذه القصة ملف التحرش بالأطفال من قبل السائقين الأجانب، حيث أجمع اختصاصيون واختصاصيات أن هذا الموضوع بحاجة إلى تعاون جهات تربوية وإعلامية للسيطرة على الحالات المتزايدة للتحرش، والتي عادة ماتواجه بالصمت بسبب الثقافة الاجتماعية السائدة، وهذا ما تؤكده دراسة أعدها قسم علم النفس في كلية التربية في جامعة الملك سعود بالرياض، أوضحت أن نسبة التحرش الجنسي بالأطفال مرتفعة، إذ يتعرض طفل من بين أربعة أطفال لهذا التحرش، وأن أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفون للضحية، تربطهم بالطفل علاقة معرفة، علما بأن ما يتم الإبلاغ عنه للسلطات المختصة لا يتجاوز نسبة ضئيلة، مقارنة بالحالات الحقيقية،نتيجة حالة السرية والصمت التي تحيط بهذا النوع من الاعتداء، والذي يمنع تحديد عددالأطفال الذين تعرضوا للتحرش داخل أسرهم بدقة، لتكتم الأطراف المعنية، حيث طبيعةالمجتمع المبنية على ثقافة "الستر"، خوفا من الفضيحة. وبجولة ميدانية لرصد بعض التحركات أمام بوابات بعض المدارس الأهلية والحكومية للبنات وصل عدد حالات ركوب الطفلة السيارة مع السائق منفردة في يوم دراسي واحد إلى 20 سيارة من بين خمسين، أي ما يصل إلى 40% من عدد السيارات الموجودة أمام بوابة 4 مدارس للبنات في محافظةالخبر، مما يستوجب الحذر من الاختلاء، لجهل الطفل من نوايا قد يحيكها البالغ الأجنبي دون علم الأسرة، أو أدنى شعور للوالدين. فأمام مدرسة أهلية للبنات بمحافظةالخبر وصل عدد السيارات التي تحمل الأطفال بدون مرافق إلى 17 سيارة من أصل 55سيارة، كما وصل عدد السيارات التي تحمل الأطفال من المرحلة الابتدائية في مدرسةحكومية ابتدائية بالثقبة إلى 8 سيارات من أصل 19سيارة. وشكل الحديث عن قضية التحرش بالأطفال محور الحديث لأمهات طالبات المراحل المبكرة في مجالس الأمهات بالمدارس، بحثا عن طرق وقائية تمنع حدوث المشكلة، أو معرفة ما إذا كان أطفالهن تعرضوا لإيذاء من قبل السائقين أم لا؟، خاصة بعد تأكيد بعضهن بسرية أن ما يتم الشكوى منه ليس بالاعتداء الجنسي الصريح الذي يسبب جريمة معلنة، وإنما إيذائه بالتحرش الجنسي بصمت وسرية، دون تمكن الطفل من البوح عن مستوى الإيذاء الذي تعرض له، وعدم خضوع المعتدي إلى العقوبة، حيث أجمعن على سماحهن مضطرات لحالة الاختلاء في توصيل الأطفال من وإلىالمدرسة مع سائق السيارة الخاص، أو منح صلاحيات كثيرة للسائق الخاص عند بعض الأسرالسعودية، مما رفع عدد الحالات التي يتم علاجها عبر الاستشارات النفسية والاجتماعية وداخل غرفة المشرفة الاجتماعية المدرسية. تحكي والدة طفلة تعرضت ابنتها للتحرش الطفيف من السائق الخاص أثناء عودتها من المدرسة فتقول "استأمنت سائقا لي مضى على عمله لدى أكثر من 10 سنوات، أي قبل أن تولد الطفلة بأربع سنوات، وكان يوصلها للمدرسة دون رفقة الخادمة، ويختلي بها لمدة لا تزيد عن 10 دقائق، وهي مسافة الطريق إلى منزلنا من المدرسة، واكتشفت الأمر حينما رفضت الطفلة الذهاب إلى المدرسة رغم حبها لها، وتظاهرها بالمرض وإصرارها على ذهابي معها للمدرسة،والأهم مرافقتي لهابالطريق أوضح علامة جعلتني استدرجها لتتحدث، وتصف لي ما حدث، حتى اكتشفت أن المجرم حاول التحرش بها". وأضافت "لم أستطع البوح لوالدها، وإنما اتهمته بتهمة أخرى، وتم تسفيره إلى بلده الآسيوي فورا، والآن أنا أوصلها بنفسي إلى المدرسة" وحكت أم عبدالعزيزعن انزعاجها من منظر شاهدته أمام بوابة مدرسة أهلية بالخبر، حينما كانت تنتظر ابنتها، حيث كان بجانبها سيارة تقول "شاهدت السائق يداعب الطفلة حينما ركبت السيارة وجلست بجانبه، الأمر الذي جعلني أصاب بهستيريا، حيث اتضحت في نظراته ولمساته اللابراءة، وفتحت الباب عليهما، وأنزلت الطفلة، وأخذت رقم هاتف والدتها من السائق، واتصلت بها فورا، وحذرتها مما رأيت، فتفاجأت بقولها إنه سائقهم منذ 7سنوات،وهو أمين، فتركت الفتاة معه بعد أن نصحتها بمرافقة الخادمة لابنتها يوميا، وعدم الاستخفاف بدقائق العودة من المدرسة، فربما تحدث المصائب في أقل الدقائق". وعن الرأي الاختصاصي الاجتماعي في ما تسببه حالات التحرش الجنسي الطفيف بأطفال طلبة وطالبات، أكدت الاختصاصية الاجتماعية في مجمع الرياض الطبي هيا البابطين خضوع عدة حالات نفسية للعلاج في المجمع الطبي بالرياض، وتحديدا العيادات النفسية، بسبب تعرض الحالة إلى تحرش جنسي من قبل السائق في مرحلة الطفولة، وقد مرت سنوات طويلة على الاعتداء لم يتم اكتشافها من قبل الأسرة أو المدرسة. ونصحت الاختصاصية الاجتماعية بمنع اختلاء السائق بالطفلة في مشوار المدرسة مهما كانت الظروف، وضغط الأم علىنفسها في مرافقة الطفلة إلى المدرسة، وحذرت من الاعتماد على صراحة الطفلة، حيث سيستغرق اعترافها بما حدث لها وقتا طويلا، وربما سيسكت البعض منهن عن الأمر تماما،مما يجعل من المشكلة تتفاقم، والتي من أهم أساليب علاجها هي الوقاية بالدرجة الأولى، كما نصحت بعدم منح العامل الخاص مهما كانت وظيفته أي فرصة للاختلاء بالطفل أو الطفلة، مهما كانت الظروف أو قلة عدد المرات، وأشارت إلى أن الفتاة تقع في حب السائق الخاص، جهلا منها بالأضرار، وأكدت المشرفة التربوية الاجتماعية في مدرسةالمنار الأهلية بالدمام عائشة العساطي معاناة المجتمع من افتقاد بعض الأسر للوعي بحماية الطفل داخلها، قبل أن تحميه من الخطر في الخارج، وهو ما يساعد على انتشارظاهرة التحرش بالأطفال، وقلة دراية الطفل بالثقافة الجنسية أو انعدامها، والتي تكون حصرا على البالغين، رغم أهمية إطلاع الأطفال عليها، ليتمكنوا من حماية أنفسهم من الإيذاء، الذي ربما يتسبب في تدمير حياتهم النفسية حتى بعد البلوغ، مضيفة أن مايساعد على ارتفاع عدد تلك الحالات قلة التوعية في المدارس، وتعتيم برامج التوعية بالثقافة الجنسية، وانعدام برامج التوعية في مدارس المراحل الابتدائية حول هذه المواضيع. وعن دور وزارة التربية والتعليم في التوعية والوقاية تؤكد مديرة مركزالإشراف التربوي بالخبر فريدة الطحلاوي أن هناك توجهاً لإقامة برامج توعية من لجان مختصة، تتضمن التوعية ذاتها بأسلوب مبطن يسهل استخدامه، مع الأخذ بعين الاعتبارالتنبيهات المطلوبة. وأشارت إلى افتقار الأهالي لأسلوب الحوار مع الأبناء، والذي من فوائده لمس الجروح الموجودة منذ بدايتها، لتفادي المشكلات الناتجة، وأكدت على أهميةتوعية الأهالي من قبل مؤسسات الإعلام، حيث إن مهمتهم الحفاظ على الأطفال، مستصعبةعمل محاضرات للتوعية بالثقافة الجنسية. كما أخلت بعض مديرات المدارس الابتدائية مسؤولية المدرسة أو إدارة المدرسة، كون الطالبة خرجت من باب المدرسة، وجاء من صرحت به الأسرة لاستلامها، وأكدن أنه ليس للمدرسة دور في إلزام السائق بالحضور برفقة خادمة. وتشير مديرة المدرسة الابتدائية الحادية والعشرين مريم المالكي "إلى عدم وجود أي برامج للأطفال بخصوص هذا الأمر، وإن كانت ترى أنها شيء مهم، إلا أن وجودمثل هذه البرامج غير مشروط من إدارة التربية والتعليم، واقترحت أن يتم ذلك بتوجيه من إدارة التعليم لمديرات المدارس، خاصة في المراحل الدنيا كالابتدائية، حتى يتسنى للطفلة المحافظة على نفسها، واتساع وعيها، مشيرة إلى ضرورة تعاون الأمهات في توضيح هذه المسائل، بصورة مبسطة للأطفال قبل بدئهم الدراسة، وتدريب الأبناء على حماية أنفسهم. ودعت الاختصاصية في حماية الطفل من الاعتداء الجنسي في دراسة قدمتها تخص هذا الجانب الآباء والأمهات إلى تدريب أبنائهم على حماية أنفسهم من الاعتداءالجنسي،، حيث ترى أن الطرق الوقائية لحماية الطفل من الاعتداء الجنسي هي تعريف الطفل وتثقيفه جنسيا على اللمسة التي يقوم بها الكبار مع الطفل، والتفريق بين اللمسة الجيدة، واللمسة المشكوك فيها، واللمسة السيئة، وبينت طرق تدريب الطفل علىالتعرف على هذه اللمسات عن طريق التمثيل واللعب والحوار والمشاركة مع الطفل فيما يشاهد، وأنه يفضل أن يقوم بتدريب الطفل للتعرف على هذه اللمسات الأم في المنزل والمعلمة في الفصل، وأكدت أن نتاج ذلك سيكون زرع الثقة في نفس الطفل، وتبليغ الطفل لوالديه بالحادث، ورفض الطفل لهذه اللمسة، وقدرته على مواجهة الشخص المعتدي. وأشارت الحبيب إلى ضرورة تدريب الأطفال على حماية أنفسهم، وتحذيرهم من مواضع تعرضهم لذلك، بدءا بتبليغ الوالدين بما حدث، لأنهما سوف يدافعان عن الطفل، وعدم الاستماع إلى أقوال الشخص المعتدي فيما يقوله بأن والديه سيعاقبانه إذا عرفا بما حدث، وعدم الانجراف وراء الإغراءات المادية والمعنوية، وغرس روح الدفاع في نفس الطفل، وأنالشخص المعتدي جبان، لا يقدر على فعل شيء، وعدم تلبية الطفل لنداء أي شخص يسأله أن يرافقه، و عدم الذهاب إلى الأماكن العامة بمفرده، و كيفية الهروب من الشخص المعتدي. وعن كيفية اكتشاف الأم أن طفلتها تعرضت للتحرش الجنسي، شددت الحبيب على العناية بطرق الحديث مع الطفل، للتعرف على مدى تعرضه للاعتداء الجنسي، بجعل الطفل يتكلم بطريقته هو، ويستخدم ألفاظه الخاصة، للتعبير عما حدث، واستخدام نفس طريقة كلام الطفل للحديث معه، وعدم إشعار الطفل أثناء الاستفسار عما حدث بأن الأم تستجوبه، أوكأنه في محكمة، ومحاولة جمع المعلومات البسيطة لمعرفة التفاصيل كاملة، وذلك لعدم قدرة جميع الأطفال على سرد القصة كاملة لمرة واحدة، وعدم إظهار الخوف والهلع مماحدث، وذلك لعدم إخافة الطفل، فلا يستطيع أن يسترسل بالكلام، وإشعار الطفل أن كل مايشعر به تقدره الأسرة ومن حوله، وأن ما يشعر به أو يتعرض له ليس سيئاً أو عيباً يجب عدم قوله. ولفتت الاختصاصية الاجتماعية إلى وجوب الاستماع للطفل، والإنصات له، حتى لو تحدث عن شيء فظيع جداً، وترك المجال للطفل للتحدث في أي شيء يشعر به، أو يطرأ على فكره، وأنه ليس من العيب الحديث عن ذلك، وعدم رفض الاستماع له، والتهدئة من روعه، وإظهار الحب له، وعدم لومه، وإشعاره بالأمان والحماية، لأنهما من حقوقه. وأكدت الحبيب ضرورة طمأنة الطفل، والتوضيح له بأن هذا الاعتداء الجنسي عليه لن يدمرحياته، ويجعله أقل من أقرانه، أو أنه سوف يكون شخصا غير مرغوب فيه ممن حوله، والإيضاح للطفل عما ستقوم به الأم من إجراءات، وطلب المساعدة من الهيئات المختصة لحماية الطفل، مشيرة إلى أهمية إظهار حب الوالدين لطفلهما بصورة مستمرة، وتعليمه وتفهيمه أن جسمه ملكٌ خاص له. وعن طريقة علاج الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي قالت الحبيب مشيرة إلى أن الاستمرار في التعرض لموضوع الاعتداء الجنسي للطفل سيسبب له ممارسة الاعتداء الجنسي على الأطفال الآخرين
المصدر : النت
ثقافة الستر تخفي الحديث عن ارتفاع حالات تحرش السائقين بالأطفال
تخضع فتاة سعودية عمرها 15عاما للعلاج في مجمع الرياض الطبي منذ 7 شهور، بعد أن وقعت في حب سائق العائلة الذي ينتمي لإحدىالجنسيات الآسيوية منذ سن العاشرة، وساهم سفر السائق المفاجئ في اكتشاف المشكلة، بعد أن حاولت الفتاة اللحاق به. وكشفت التفاصيل التي حصلت عليها الوطن أن الفتاة م .ع اعتادت على وجود السائق الأجنبي وتحرشه العاطفي أو الجنسي بها لمدة تزيد عن 5سنوات، وفي فترة لم تكن تستوعب فيها ما يجري. وقالت الفتاة في تقريرها الطبي في إحدى الجلسات التي خضعت لها برغبة من والديها إنها تحب السائق، وتريده أكثر من أهلها، الأمر الذي جعل والدها يحرمها من الدراسة، ويحبسها في غرفتها، ولا يسمح لهاب الخروج منها، وأضافت أن السائق كان يذهب بها بعد خروجها من المدرسة إلى البقالة،ويشتري لها الحلوى، وتابعت " كان متميزا في عطائه لي، ويحبني أكثر من أهلي". فيما تؤكد الاختصاصية النفسية والمشرفة على علاج الفتاة هدى المنيع أن علاج الفتاة استغرق أكثر من 7 شهور، إلا أنها تشعر بنوبات من الإحباط والحزن، خاصة وأنها تتذكر أنها سمحت له بالتحرش بها لمدة تزيد عن 3 سنوات، مما يجعلها تشعر بالتأنيب الذاتي والشعور بالذنب، بعد إقرارها أنه لا توجد مشاعر سوية بينها وبين السائق. وأرجعت الاختصاصية أهم الأسباب إلى تسيب الأسرة أولا في المراقبة، وصغر سن الفتاة ثانيا، وطول المدة وهي خمس سنوات ساعد على عمق اعتقادها بمشاعر اتجاه شخص من جنس آخر أبدى لها مشاعر الحب والاهتمام لأغراضه الخبيثة. وفتحت هذه القصة ملف التحرش بالأطفال من قبل السائقين الأجانب، حيث أجمع اختصاصيون واختصاصيات أن هذا الموضوع بحاجة إلى تعاون جهات تربوية وإعلامية للسيطرة على الحالات المتزايدة للتحرش، والتي عادة ماتواجه بالصمت بسبب الثقافة الاجتماعية السائدة، وهذا ما تؤكده دراسة أعدها قسم علم النفس في كلية التربية في جامعة الملك سعود بالرياض، أوضحت أن نسبة التحرش الجنسي بالأطفال مرتفعة، إذ يتعرض طفل من بين أربعة أطفال لهذا التحرش، وأن أكثر من 75% من المعتدين هم أشخاص معروفون للضحية، تربطهم بالطفل علاقة معرفة، علما بأن ما يتم الإبلاغ عنه للسلطات المختصة لا يتجاوز نسبة ضئيلة، مقارنة بالحالات الحقيقية،نتيجة حالة السرية والصمت التي تحيط بهذا النوع من الاعتداء، والذي يمنع تحديد عددالأطفال الذين تعرضوا للتحرش داخل أسرهم بدقة، لتكتم الأطراف المعنية، حيث طبيعةالمجتمع المبنية على ثقافة "الستر"، خوفا من الفضيحة. وبجولة ميدانية لرصد بعض التحركات أمام بوابات بعض المدارس الأهلية والحكومية للبنات وصل عدد حالات ركوب الطفلة السيارة مع السائق منفردة في يوم دراسي واحد إلى 20 سيارة من بين خمسين، أي ما يصل إلى 40% من عدد السيارات الموجودة أمام بوابة 4 مدارس للبنات في محافظةالخبر، مما يستوجب الحذر من الاختلاء، لجهل الطفل من نوايا قد يحيكها البالغ الأجنبي دون علم الأسرة، أو أدنى شعور للوالدين. فأمام مدرسة أهلية للبنات بمحافظةالخبر وصل عدد السيارات التي تحمل الأطفال بدون مرافق إلى 17 سيارة من أصل 55سيارة، كما وصل عدد السيارات التي تحمل الأطفال من المرحلة الابتدائية في مدرسةحكومية ابتدائية بالثقبة إلى 8 سيارات من أصل 19سيارة. وشكل الحديث عن قضية التحرش بالأطفال محور الحديث لأمهات طالبات المراحل المبكرة في مجالس الأمهات بالمدارس، بحثا عن طرق وقائية تمنع حدوث المشكلة، أو معرفة ما إذا كان أطفالهن تعرضوا لإيذاء من قبل السائقين أم لا؟، خاصة بعد تأكيد بعضهن بسرية أن ما يتم الشكوى منه ليس بالاعتداء الجنسي الصريح الذي يسبب جريمة معلنة، وإنما إيذائه بالتحرش الجنسي بصمت وسرية، دون تمكن الطفل من البوح عن مستوى الإيذاء الذي تعرض له، وعدم خضوع المعتدي إلى العقوبة، حيث أجمعن على سماحهن مضطرات لحالة الاختلاء في توصيل الأطفال من وإلىالمدرسة مع سائق السيارة الخاص، أو منح صلاحيات كثيرة للسائق الخاص عند بعض الأسرالسعودية، مما رفع عدد الحالات التي يتم علاجها عبر الاستشارات النفسية والاجتماعية وداخل غرفة المشرفة الاجتماعية المدرسية. تحكي والدة طفلة تعرضت ابنتها للتحرش الطفيف من السائق الخاص أثناء عودتها من المدرسة فتقول "استأمنت سائقا لي مضى على عمله لدى أكثر من 10 سنوات، أي قبل أن تولد الطفلة بأربع سنوات، وكان يوصلها للمدرسة دون رفقة الخادمة، ويختلي بها لمدة لا تزيد عن 10 دقائق، وهي مسافة الطريق إلى منزلنا من المدرسة، واكتشفت الأمر حينما رفضت الطفلة الذهاب إلى المدرسة رغم حبها لها، وتظاهرها بالمرض وإصرارها على ذهابي معها للمدرسة،والأهم مرافقتي لهابالطريق أوضح علامة جعلتني استدرجها لتتحدث، وتصف لي ما حدث، حتى اكتشفت أن المجرم حاول التحرش بها". وأضافت "لم أستطع البوح لوالدها، وإنما اتهمته بتهمة أخرى، وتم تسفيره إلى بلده الآسيوي فورا، والآن أنا أوصلها بنفسي إلى المدرسة" وحكت أم عبدالعزيزعن انزعاجها من منظر شاهدته أمام بوابة مدرسة أهلية بالخبر، حينما كانت تنتظر ابنتها، حيث كان بجانبها سيارة تقول "شاهدت السائق يداعب الطفلة حينما ركبت السيارة وجلست بجانبه، الأمر الذي جعلني أصاب بهستيريا، حيث اتضحت في نظراته ولمساته اللابراءة، وفتحت الباب عليهما، وأنزلت الطفلة، وأخذت رقم هاتف والدتها من السائق، واتصلت بها فورا، وحذرتها مما رأيت، فتفاجأت بقولها إنه سائقهم منذ 7سنوات،وهو أمين، فتركت الفتاة معه بعد أن نصحتها بمرافقة الخادمة لابنتها يوميا، وعدم الاستخفاف بدقائق العودة من المدرسة، فربما تحدث المصائب في أقل الدقائق". وعن الرأي الاختصاصي الاجتماعي في ما تسببه حالات التحرش الجنسي الطفيف بأطفال طلبة وطالبات، أكدت الاختصاصية الاجتماعية في مجمع الرياض الطبي هيا البابطين خضوع عدة حالات نفسية للعلاج في المجمع الطبي بالرياض، وتحديدا العيادات النفسية، بسبب تعرض الحالة إلى تحرش جنسي من قبل السائق في مرحلة الطفولة، وقد مرت سنوات طويلة على الاعتداء لم يتم اكتشافها من قبل الأسرة أو المدرسة. ونصحت الاختصاصية الاجتماعية بمنع اختلاء السائق بالطفلة في مشوار المدرسة مهما كانت الظروف، وضغط الأم علىنفسها في مرافقة الطفلة إلى المدرسة، وحذرت من الاعتماد على صراحة الطفلة، حيث سيستغرق اعترافها بما حدث لها وقتا طويلا، وربما سيسكت البعض منهن عن الأمر تماما،مما يجعل من المشكلة تتفاقم، والتي من أهم أساليب علاجها هي الوقاية بالدرجة الأولى، كما نصحت بعدم منح العامل الخاص مهما كانت وظيفته أي فرصة للاختلاء بالطفل أو الطفلة، مهما كانت الظروف أو قلة عدد المرات، وأشارت إلى أن الفتاة تقع في حب السائق الخاص، جهلا منها بالأضرار، وأكدت المشرفة التربوية الاجتماعية في مدرسةالمنار الأهلية بالدمام عائشة العساطي معاناة المجتمع من افتقاد بعض الأسر للوعي بحماية الطفل داخلها، قبل أن تحميه من الخطر في الخارج، وهو ما يساعد على انتشارظاهرة التحرش بالأطفال، وقلة دراية الطفل بالثقافة الجنسية أو انعدامها، والتي تكون حصرا على البالغين، رغم أهمية إطلاع الأطفال عليها، ليتمكنوا من حماية أنفسهم من الإيذاء، الذي ربما يتسبب في تدمير حياتهم النفسية حتى بعد البلوغ، مضيفة أن مايساعد على ارتفاع عدد تلك الحالات قلة التوعية في المدارس، وتعتيم برامج التوعية بالثقافة الجنسية، وانعدام برامج التوعية في مدارس المراحل الابتدائية حول هذه المواضيع. وعن دور وزارة التربية والتعليم في التوعية والوقاية تؤكد مديرة مركزالإشراف التربوي بالخبر فريدة الطحلاوي أن هناك توجهاً لإقامة برامج توعية من لجان مختصة، تتضمن التوعية ذاتها بأسلوب مبطن يسهل استخدامه، مع الأخذ بعين الاعتبارالتنبيهات المطلوبة. وأشارت إلى افتقار الأهالي لأسلوب الحوار مع الأبناء، والذي من فوائده لمس الجروح الموجودة منذ بدايتها، لتفادي المشكلات الناتجة، وأكدت على أهميةتوعية الأهالي من قبل مؤسسات الإعلام، حيث إن مهمتهم الحفاظ على الأطفال، مستصعبةعمل محاضرات للتوعية بالثقافة الجنسية. كما أخلت بعض مديرات المدارس الابتدائية مسؤولية المدرسة أو إدارة المدرسة، كون الطالبة خرجت من باب المدرسة، وجاء من صرحت به الأسرة لاستلامها، وأكدن أنه ليس للمدرسة دور في إلزام السائق بالحضور برفقة خادمة. وتشير مديرة المدرسة الابتدائية الحادية والعشرين مريم المالكي "إلى عدم وجود أي برامج للأطفال بخصوص هذا الأمر، وإن كانت ترى أنها شيء مهم، إلا أن وجودمثل هذه البرامج غير مشروط من إدارة التربية والتعليم، واقترحت أن يتم ذلك بتوجيه من إدارة التعليم لمديرات المدارس، خاصة في المراحل الدنيا كالابتدائية، حتى يتسنى للطفلة المحافظة على نفسها، واتساع وعيها، مشيرة إلى ضرورة تعاون الأمهات في توضيح هذه المسائل، بصورة مبسطة للأطفال قبل بدئهم الدراسة، وتدريب الأبناء على حماية أنفسهم. ودعت الاختصاصية في حماية الطفل من الاعتداء الجنسي في دراسة قدمتها تخص هذا الجانب الآباء والأمهات إلى تدريب أبنائهم على حماية أنفسهم من الاعتداءالجنسي،، حيث ترى أن الطرق الوقائية لحماية الطفل من الاعتداء الجنسي هي تعريف الطفل وتثقيفه جنسيا على اللمسة التي يقوم بها الكبار مع الطفل، والتفريق بين اللمسة الجيدة، واللمسة المشكوك فيها، واللمسة السيئة، وبينت طرق تدريب الطفل علىالتعرف على هذه اللمسات عن طريق التمثيل واللعب والحوار والمشاركة مع الطفل فيما يشاهد، وأنه يفضل أن يقوم بتدريب الطفل للتعرف على هذه اللمسات الأم في المنزل والمعلمة في الفصل، وأكدت أن نتاج ذلك سيكون زرع الثقة في نفس الطفل، وتبليغ الطفل لوالديه بالحادث، ورفض الطفل لهذه اللمسة، وقدرته على مواجهة الشخص المعتدي. وأشارت الحبيب إلى ضرورة تدريب الأطفال على حماية أنفسهم، وتحذيرهم من مواضع تعرضهم لذلك، بدءا بتبليغ الوالدين بما حدث، لأنهما سوف يدافعان عن الطفل، وعدم الاستماع إلى أقوال الشخص المعتدي فيما يقوله بأن والديه سيعاقبانه إذا عرفا بما حدث، وعدم الانجراف وراء الإغراءات المادية والمعنوية، وغرس روح الدفاع في نفس الطفل، وأنالشخص المعتدي جبان، لا يقدر على فعل شيء، وعدم تلبية الطفل لنداء أي شخص يسأله أن يرافقه، و عدم الذهاب إلى الأماكن العامة بمفرده، و كيفية الهروب من الشخص المعتدي. وعن كيفية اكتشاف الأم أن طفلتها تعرضت للتحرش الجنسي، شددت الحبيب على العناية بطرق الحديث مع الطفل، للتعرف على مدى تعرضه للاعتداء الجنسي، بجعل الطفل يتكلم بطريقته هو، ويستخدم ألفاظه الخاصة، للتعبير عما حدث، واستخدام نفس طريقة كلام الطفل للحديث معه، وعدم إشعار الطفل أثناء الاستفسار عما حدث بأن الأم تستجوبه، أوكأنه في محكمة، ومحاولة جمع المعلومات البسيطة لمعرفة التفاصيل كاملة، وذلك لعدم قدرة جميع الأطفال على سرد القصة كاملة لمرة واحدة، وعدم إظهار الخوف والهلع مماحدث، وذلك لعدم إخافة الطفل، فلا يستطيع أن يسترسل بالكلام، وإشعار الطفل أن كل مايشعر به تقدره الأسرة ومن حوله، وأن ما يشعر به أو يتعرض له ليس سيئاً أو عيباً يجب عدم قوله. ولفتت الاختصاصية الاجتماعية إلى وجوب الاستماع للطفل، والإنصات له، حتى لو تحدث عن شيء فظيع جداً، وترك المجال للطفل للتحدث في أي شيء يشعر به، أو يطرأ على فكره، وأنه ليس من العيب الحديث عن ذلك، وعدم رفض الاستماع له، والتهدئة من روعه، وإظهار الحب له، وعدم لومه، وإشعاره بالأمان والحماية، لأنهما من حقوقه. وأكدت الحبيب ضرورة طمأنة الطفل، والتوضيح له بأن هذا الاعتداء الجنسي عليه لن يدمرحياته، ويجعله أقل من أقرانه، أو أنه سوف يكون شخصا غير مرغوب فيه ممن حوله، والإيضاح للطفل عما ستقوم به الأم من إجراءات، وطلب المساعدة من الهيئات المختصة لحماية الطفل، مشيرة إلى أهمية إظهار حب الوالدين لطفلهما بصورة مستمرة، وتعليمه وتفهيمه أن جسمه ملكٌ خاص له. وعن طريقة علاج الطفل الذي تعرض للاعتداء الجنسي قالت الحبيب مشيرة إلى أن الاستمرار في التعرض لموضوع الاعتداء الجنسي للطفل سيسبب له ممارسة الاعتداء الجنسي على الأطفال الآخرين
المصدر : النت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق