1- كانون ثاني 2006 - 01: 2 (نشرها: منير إدعيبس)
أزمة أخلاقية والسبب: الخادمات!
تحقيق: مصعب الشيخ صالح
البعض يريد خادمة من دون خبرة لكي يعلمها كما يريد، وبعضهن تصيبهن حالة «هومسك« فنأتي بها إلى المكتب ونجعلها تتصل بأهلها حتى تهدأ وتعود إلى منزل مخدومتها، الأمر صعب قليلاً ولكنهن يتخطينه.
ثم هنالك مشكلة الاختلاف الحضاري فأغلب الخادمات الجدد يأتين من قرى ولا يعرفن كيف يتعاملن مع الأدوات التي لم يستخدمنها من قبل، كذلك مشكلة التواصل المتمثلة الجهل باللغة، فإذا لم تفهم الخادمة المهمة التي كلفت بها فلن تقوم بالعمل، ولكن أغلب الخادمات الجدد يتأقلمن مع اللغة ومع طبيعة العمل الجديد خلال أشهر قليلة.
فيجب أن يتحلى المخدومون بالصبر. هل توجد حالات إساءة معاملة من قبل المخدومين تجاه الخادمات؟ نعم توجد، وتتمثل في عدم التعامل الجيد مع الخادمة وعدم إعطائها ما يكفي من الطعام، كذلك يوجد من يوكلها مهاماً غير المتفق عليها مع المكتب والتي تتسق مع قوانين وزارة العمل وتقضي بأن تخدم بيتاً واحداً، فتجد البعض يطلب منها تنظيف بيتين أو حتى ثلاثة. البعض يعطيها مبلغاً إضافياً ولكنا لا نقبل ذلك لأن طاقتها البشرية لا تتحمل ذلك الجهد. وقد تظهر حالات ترفض فيها الخادمة القيام ببعض المهام وخصوصاً لو كانت من غير خبرة لأنها تقارن مكان عملها السابق بالحالي، فترفض أن تطبخ مثلاً أو أن تعتني بمنزلين اثنين.
في اعتقادك الشخصي ما هي حدود الحرية التي يجب أن تعطى للخادمة؟ بعض العائلات تعطي يوم إجازة للخادمة ولكن يجب ألا تتركها تخرج على هواها، فيمكن أن تأخذها إلى الكنيسة ثم ترجعها.
أما أن تترك يوماً كاملاً بغير حسيب ولا رقيب فلا أوصي بهذا الأمر لأن مسؤولية حماية الخادمة تقع بيد المخدومين وربما يحاول البعض أن يضللها. جعفر عبدالرزاق يدير السيد جعفر عبدالرزاق مكتب الفهد للخدمات والأيدي العاملة الذي يوظف ما معدله 30 خادمة في الشهر من الهند وسريلنكا والفلبين ونيبال.
ويقول: المشاكل في البحرين أقل من باقي دول الخليج وذلك راجع لطبيعة الفرد البحريني وأسلوب معاملته مع الناس. لقد شهدت سلوكيات لا أخلاقية عند الخادمات ولكنها قليلة، وتتعلق أسوأها بالمشاكل التي من الممكن أن تهدم البيوت وتحصل عادةً داخل البيت نفسه. تتضخم الأزمة عندما تكون الزوجة هي من يكتشف تلك الخيانة، ووقعها يكون أكبر مع الخادمة، فتقول الزوجة «كيف تفضل خدامة علي وأنا أم عيالك وربة الأسرة؟« وقد أدت تلك الحالات غالباً إلى طلاق وبعضها حلت بعد جهد جهيد ولكن يبقى أثر الجرح طوال العمر. نحن كمكتب توظيف نحيط تلك الحالات بالسرية ونحن نحاول التعامل مع الموضوع لتخفيف وقعه حتى لا تتفكك الأسر.
من جانب آخر هناك بعض الخادمات تهرب من منزل كفيلها وعندما يتم ضبطها يتصل بنا مركز الشرطة، وأشعر بالخجل لدى دخولي إلى المركز فالناس لن تقول إن جعفر ذهب إلى المركز لمعالجة موضوع كذا، بل سيقولون إنهم رأوني في مركز الشرطة وحسب. علماً بأن الخادمات لسن المخطئات دائماً لدى هروبهن فقد تتعرض لسوء المعاملة أو لا تتسلم مرتبها لمدة 6 شهور، فماذا سيفعل الواحد منا في مثل هذه الحالة، وهل سوف تعمل بشكل جيد أصلاً وحقوقها مأكولة؟ ماهي أنواع المشاكل الأخرى؟ نوع آخر من المشاكل يتحمل مسؤوليته بعض الكفلاء الذين يعطون جميع المسؤوليات للخادمة الجديدة ظانين أنها تعرف كل شيء، وعندما يكتشفون غير ذلك يرجعونها فوراً.
يتوجب الانتباه بأن الخادمة تأتي من بيئة مختلفة، فغالبهن كن يعشن في الريف ويتعاملن مع الحقول، وبعضهن قد لا يعرفن حتى الباب! يتوجب على الكفلاء أن يصبروا على خادماتهم ويعاملوهن بمرونة. الملاحظة نفسها أوجهها إلى النساء.. فكثير منهن إذا شعرن بعدم تجاوب من الخادمة الجديدة فإنهن «يتنرفزن« ويصبح سوء التفاهم هو الطاغي وسيشرد فكر الزوجة من الخادمة.
في المقابل قد ترغب الخادمة في العودة إلى بلادها بعد أسبوع أو شهر ويكون الكذب تلقائيا عندها وقد تقتل عائلة كاملة في حادث سيارة أو في تسونامي! وهب هنا لا تراعي الخادمة الوضع الاقتصادي المحدود للمواطن البحريني ولا تعلم كم يعاني من أجل جلبها، وفي دول مجاورة في كل بيت 3 و4 خادمات بينما الميسور هنا يمتلك اثنتين فقط. وهذه الفئة من الخادمات تعتقد بسذاجة أن تذكرتها مفتوحة أو أنها «جاية سياحة وعلى كيفها«. ما دوركم في تثقيف الخادمة التي توظفونها حول طبيعة المجتمع البحريني؟ بالتأكيد، أول ما تصل الخادمة نجلس مع كل واحدة على حدة ما يقارب ساعة واحدة ونشرح لها طبيعة المجتمع البحريني المسلم سواءً كانت مسلمة أو مسيحية أو بوذية، وبالتأكيد المسلمة ستستوعب في زمن أقصر.
أحياناً نحتاج إلى مترجمين ولكن للأسف وزارة العمل تحدد رخصتي عمل فقط للأجانب مما يجعلنا في موقف صعب لأننا نحتاج إلى مترجم متفرغ لتثقيف الخادمات ومتابعة أمورهن، ونحن نضطر لإحضار مترجم من خارج المكتب وقد لا يكون جاهزاً. حاولنا إحضار مترجمين بحرينيين دون جدوى لأن أغلب البحرينيين يرغبون في دوام واحد وهذا يتعارض مع طبيعة العمل وطبيعة العصر والذي يحتاج إلى متابعة، حتى أننا أحياناً نخرج من المكتب في العاشرة مساءً. ماهي نصائحك لمن يرغب في جلب خادمة؟ هناك ناس يدخلون القلب مباشرة وآخرون يجب قضاء بعض الوقت معهم لاكتشاف أغوارهم.
بعض الخادمات تستحق الاعتماد عليه كلياً فيذهب الزوجان إلى العمل ويؤمنون الخادمات على أطفالهم. وفي أفضل الحالات تعتبر الخادمة واحدة من أهل المنزل وتوجد خادمات يعملن في نفس المنزل منذ 16 عاماً وهناك من يرجع خلال أسبوع! كمبدأ فإن الحصول على الخادمة الجيدة مسألة حظ.
المصدر : المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العنف ضد المرأه
أزمة أخلاقية والسبب: الخادمات!
تحقيق: مصعب الشيخ صالح
البعض يريد خادمة من دون خبرة لكي يعلمها كما يريد، وبعضهن تصيبهن حالة «هومسك« فنأتي بها إلى المكتب ونجعلها تتصل بأهلها حتى تهدأ وتعود إلى منزل مخدومتها، الأمر صعب قليلاً ولكنهن يتخطينه.
ثم هنالك مشكلة الاختلاف الحضاري فأغلب الخادمات الجدد يأتين من قرى ولا يعرفن كيف يتعاملن مع الأدوات التي لم يستخدمنها من قبل، كذلك مشكلة التواصل المتمثلة الجهل باللغة، فإذا لم تفهم الخادمة المهمة التي كلفت بها فلن تقوم بالعمل، ولكن أغلب الخادمات الجدد يتأقلمن مع اللغة ومع طبيعة العمل الجديد خلال أشهر قليلة.
فيجب أن يتحلى المخدومون بالصبر. هل توجد حالات إساءة معاملة من قبل المخدومين تجاه الخادمات؟ نعم توجد، وتتمثل في عدم التعامل الجيد مع الخادمة وعدم إعطائها ما يكفي من الطعام، كذلك يوجد من يوكلها مهاماً غير المتفق عليها مع المكتب والتي تتسق مع قوانين وزارة العمل وتقضي بأن تخدم بيتاً واحداً، فتجد البعض يطلب منها تنظيف بيتين أو حتى ثلاثة. البعض يعطيها مبلغاً إضافياً ولكنا لا نقبل ذلك لأن طاقتها البشرية لا تتحمل ذلك الجهد. وقد تظهر حالات ترفض فيها الخادمة القيام ببعض المهام وخصوصاً لو كانت من غير خبرة لأنها تقارن مكان عملها السابق بالحالي، فترفض أن تطبخ مثلاً أو أن تعتني بمنزلين اثنين.
في اعتقادك الشخصي ما هي حدود الحرية التي يجب أن تعطى للخادمة؟ بعض العائلات تعطي يوم إجازة للخادمة ولكن يجب ألا تتركها تخرج على هواها، فيمكن أن تأخذها إلى الكنيسة ثم ترجعها.
أما أن تترك يوماً كاملاً بغير حسيب ولا رقيب فلا أوصي بهذا الأمر لأن مسؤولية حماية الخادمة تقع بيد المخدومين وربما يحاول البعض أن يضللها. جعفر عبدالرزاق يدير السيد جعفر عبدالرزاق مكتب الفهد للخدمات والأيدي العاملة الذي يوظف ما معدله 30 خادمة في الشهر من الهند وسريلنكا والفلبين ونيبال.
ويقول: المشاكل في البحرين أقل من باقي دول الخليج وذلك راجع لطبيعة الفرد البحريني وأسلوب معاملته مع الناس. لقد شهدت سلوكيات لا أخلاقية عند الخادمات ولكنها قليلة، وتتعلق أسوأها بالمشاكل التي من الممكن أن تهدم البيوت وتحصل عادةً داخل البيت نفسه. تتضخم الأزمة عندما تكون الزوجة هي من يكتشف تلك الخيانة، ووقعها يكون أكبر مع الخادمة، فتقول الزوجة «كيف تفضل خدامة علي وأنا أم عيالك وربة الأسرة؟« وقد أدت تلك الحالات غالباً إلى طلاق وبعضها حلت بعد جهد جهيد ولكن يبقى أثر الجرح طوال العمر. نحن كمكتب توظيف نحيط تلك الحالات بالسرية ونحن نحاول التعامل مع الموضوع لتخفيف وقعه حتى لا تتفكك الأسر.
من جانب آخر هناك بعض الخادمات تهرب من منزل كفيلها وعندما يتم ضبطها يتصل بنا مركز الشرطة، وأشعر بالخجل لدى دخولي إلى المركز فالناس لن تقول إن جعفر ذهب إلى المركز لمعالجة موضوع كذا، بل سيقولون إنهم رأوني في مركز الشرطة وحسب. علماً بأن الخادمات لسن المخطئات دائماً لدى هروبهن فقد تتعرض لسوء المعاملة أو لا تتسلم مرتبها لمدة 6 شهور، فماذا سيفعل الواحد منا في مثل هذه الحالة، وهل سوف تعمل بشكل جيد أصلاً وحقوقها مأكولة؟ ماهي أنواع المشاكل الأخرى؟ نوع آخر من المشاكل يتحمل مسؤوليته بعض الكفلاء الذين يعطون جميع المسؤوليات للخادمة الجديدة ظانين أنها تعرف كل شيء، وعندما يكتشفون غير ذلك يرجعونها فوراً.
يتوجب الانتباه بأن الخادمة تأتي من بيئة مختلفة، فغالبهن كن يعشن في الريف ويتعاملن مع الحقول، وبعضهن قد لا يعرفن حتى الباب! يتوجب على الكفلاء أن يصبروا على خادماتهم ويعاملوهن بمرونة. الملاحظة نفسها أوجهها إلى النساء.. فكثير منهن إذا شعرن بعدم تجاوب من الخادمة الجديدة فإنهن «يتنرفزن« ويصبح سوء التفاهم هو الطاغي وسيشرد فكر الزوجة من الخادمة.
في المقابل قد ترغب الخادمة في العودة إلى بلادها بعد أسبوع أو شهر ويكون الكذب تلقائيا عندها وقد تقتل عائلة كاملة في حادث سيارة أو في تسونامي! وهب هنا لا تراعي الخادمة الوضع الاقتصادي المحدود للمواطن البحريني ولا تعلم كم يعاني من أجل جلبها، وفي دول مجاورة في كل بيت 3 و4 خادمات بينما الميسور هنا يمتلك اثنتين فقط. وهذه الفئة من الخادمات تعتقد بسذاجة أن تذكرتها مفتوحة أو أنها «جاية سياحة وعلى كيفها«. ما دوركم في تثقيف الخادمة التي توظفونها حول طبيعة المجتمع البحريني؟ بالتأكيد، أول ما تصل الخادمة نجلس مع كل واحدة على حدة ما يقارب ساعة واحدة ونشرح لها طبيعة المجتمع البحريني المسلم سواءً كانت مسلمة أو مسيحية أو بوذية، وبالتأكيد المسلمة ستستوعب في زمن أقصر.
أحياناً نحتاج إلى مترجمين ولكن للأسف وزارة العمل تحدد رخصتي عمل فقط للأجانب مما يجعلنا في موقف صعب لأننا نحتاج إلى مترجم متفرغ لتثقيف الخادمات ومتابعة أمورهن، ونحن نضطر لإحضار مترجم من خارج المكتب وقد لا يكون جاهزاً. حاولنا إحضار مترجمين بحرينيين دون جدوى لأن أغلب البحرينيين يرغبون في دوام واحد وهذا يتعارض مع طبيعة العمل وطبيعة العصر والذي يحتاج إلى متابعة، حتى أننا أحياناً نخرج من المكتب في العاشرة مساءً. ماهي نصائحك لمن يرغب في جلب خادمة؟ هناك ناس يدخلون القلب مباشرة وآخرون يجب قضاء بعض الوقت معهم لاكتشاف أغوارهم.
بعض الخادمات تستحق الاعتماد عليه كلياً فيذهب الزوجان إلى العمل ويؤمنون الخادمات على أطفالهم. وفي أفضل الحالات تعتبر الخادمة واحدة من أهل المنزل وتوجد خادمات يعملن في نفس المنزل منذ 16 عاماً وهناك من يرجع خلال أسبوع! كمبدأ فإن الحصول على الخادمة الجيدة مسألة حظ.
المصدر : المركز العربي للمصادر والمعلومات حول العنف ضد المرأه
قال ازمه اخلاقيه قال , ياعمي الخدامات بوزت اخلاق الختياريه قبل الشباب
ردحذف