وصفن حالات العنف بالحالات الفردية .. وواثقات من المعاملة الحسنة .. «الفرنسية تبث تقريرا عنهن من جاكرتا
«الفرنسية»: الإعلام الإندونيسي فشل في تشويه سمعة المملكة
«الاقتصادية» من الرياض
دون أن تشكل قصص إساءة المعاملة السلبية التي تناولتها وسائل الإعلام أخيرا رادعاً لهن، اصطفت النساء الإندونيسيات ليعملن خادمات في السعودية، حيث يستطعن في بضع سنوات فقط أن يحققن حلماً يكاد يكون بعيد المنال .. وهو الاستقلال وتأمين الدعم المالي لمستقبلهن. وتقول وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير بث أمس الأول باللغة الإنجليزية، إن معظم هؤلاء النساء يعتقدن أنهن سيلاقين معاملة حسنة من إخوانهن المسلمين في الأرض التي توجد فيها الأماكن الإسلامية المقدسة، وذلك رغم الحالات المتكررة التي تتحدث عن تعرض النساء الإندونيسيات للعنف الجسماني والعقلي من قبل أصحاب عملهن السعوديين. فما زالت سومياتي بنتي سالان ( 23 عاماً)، تتلقى العلاج في المستشفى في المدينة المنورة، إثر مزاعم ذكرت أن مخدومتها، وهي امرأة سعودية ألقي القبض عليها، ضربتها وتسببت في حدوث نزيف داخلي لديها وكسر بعض عظامها، وحرق رأسها بالمكواة وجرحها بالمقص، ما أحدث فيها تشوهات مريعة وسبب لها صدمة كبيرة. وفي وقت سابق في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عثر على جثة كانت قد تعرضت للضرب لخادمة إندونيسية أخرى اسمها كيكيم كومالاساري، 36 عاماً، بالقرب من مدينة أبها، وقد ألقي القبض على مخدومَيْها بسبب تلك الحادثة.
وقالت المجموعات الناشطة في مجال الشؤون العمالية وحقوق العمال، إن الحوادث الأخيرة تؤكد انعدام الحماية بالنسبة لملايين خدم المنازل ومعظمهم من الآسيويين في الدول الخليجية. يذكر أن نساء يعددن العدة للتوجه إلى السعودية نفين في دورة تدريبية للخادمات خارج مدينة جاكرتا، تلك الحوادث باعتبارها حالات معزولة وقلن إنهن واثقات من أنهن سيلاقين معاملة حسنة من أصحاب عملهن المستقبليين. وقالت المتدربة ديان أوتاري:'' إن التعذيب يمكن أن يحدث في أي بلد، وليس في السعودية فقط، وليس بوسع أي أحد أن يتوقع مصير شخص ما. إنني فقط أدعو الله من أجل الأفضل''. يشار إلى أن ابنة الـ 25 عاماً هذه عملت لفترة قصيرة كعاملة مصنع ونادلة في ماليزيا، لكنها وجدت أنها صرفت جزءاً كبيراً من أجورها على التكاليف المعيشية. وقالت في هذا الصدد:''من الأفضل أن أعمل خادمة منزلية. إنني لا أريد أن أصرف الأموال على الإيجار أو المأكل لأنني سأعيش في منزل مخدومي. ولذلك أستطيع أن أوفر أكثر لكي أبني بيتاً في إندونيسيا في المستقبل''.
وقالت خادمة أخرى ( 22 عاماً) واسمها موسليكا:'' لقد أفزعتني تلك الأخبار، لكنني سأعمل بجد أكثر وأتحلى بالصبر، وأدعو الله أن يحميني من الرؤساء المجانين''. ومثل: أوتاري، تأمل موسليكا أن تدخر معظم مرتبها الشهري الذي ستحصل عليه في المستقبل وهو 800 ريال سعودي (213 دولاراً) لكي تتمكن من شراء منزل وتفتح بوتيكاً للملابس عندما تعود إلى بلدها في منطقة جنوب شرق آسيا. تجدر الإشارة إلى أنها ستتقاضى 80 دولاراً فقط في الشهر لو قامت بعمل مشابه لدى إحدى الأسر في إندونيسيا. وقالت:'' لقد عملت شقيقتي الكبرى في السعودية، وهي تعيش حياة سهلة الآن وباستطاعتها الآن أن تشتري منزلاً وتفتح محلاً للبقالة، لا بل وتشتري حقلاً للأرز''. وأضاف مسؤولون أن نحو 70 في المائة من الإندونيسيين والإندونيسيات العاملين في السعودية والبالغ عددهم 1.2 مليون شخص هم خدم منازل. ورغم أصولهم المتواضعة، وتعليمهم البسيط وأجورهم المتدنية، تعتبر الخادمات الإندونيسيات الوافدات والرجال الإندونيسيون الذين يعملون في قطاع الإنشاءات من كبار المساهمين في اقتصاد البلد المزدهر. وقد حول الإندونيسيون العاملون في الخارج وعددهم 4.3 مليون شخص ـ الذين يعمل معظمهم في الأعمال المتواضعة، 6.6 مليار دولار إلى بلدهم في عام 2009، حسب الوكالة الحكومية المسؤولة عن أحوال وحماية هؤلاء العمال. وبالمقارنة، فإن حجم هذه المداخيل فاق الحجم الكلي للتبادل التجاري بين إندونيسيا والسعودية الذي بلغ 4.1 مليار دولار في عام 2009.وهذا وتعمل الحكومة مع وكالات الاستقدام لتهيئة الخدم عن طريق إعطائهم دورات بسيطة تراوح مدتها بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وتشتمل هذه الدورات على دروس أساسية في اللغة العربية، والتدريب على كيفية طبخ أرز البرياني بالبهارات، وعلى كي الغتر التي يرتديها السعوديون. ورغم أنهن مسلمات، إلا أن معظم الإندونيسيات لا يرتدين شالات على رؤوسهن ولا يرتدين ملابس إسلامية. وفي أحد الدروس في جاكرتا، انفجرت الخادمات بالضحك عندما أعطاهن أحد المدربين النصيحة التالية:'' عندما يقول لكن أصحاب عملكن السعوديون إلى النوم، فمعنى ذلك أنهم يريدون أن تذهبن إلى النوم. أرجو عدم إساءة فهمهم بأنهم يريدون منكن أن تشربن بالإندونيسية، وتبدأن بشرب كميات كبيرة من الماء''. هذا وقالت ماريا مرشد، (44 عاماً، إن أصحاب العمل السعوديين الأربع الذين عملت لديهم في الـ 17 عاماً الماضية كانوا يحسنون معاملتها. فقد قالت:'' لقد كنا كالعائلة. لقد أديت فريضة الحج ثلاث مرات على حسابهم. وهم يتصلون بي هاتفياً الآن للاطمئنان على أحوالي''
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق